خُلاصة القول فى الـ fund و سنينه

كل  اللي بيتقال “واللي ما بيتقالش” فى تمويل مشروعك

قبل ما تقرأ ! تقدر تفتكر كام مرة حد قالك معلومة و أنت تجاهلتها إما لانك نسيتها او مقتنعتش .. وبعد ما خسرت وقت و مجهود وفلوس اكتشفت ان المعلومة دي كانت صح؟ كتير أنا عارف .. كلنا كدا، المقال ده الأول في سلسلة مقالات مبنية على دراسة و تجربة  ناس كتير مشيوا قبلك -أو زيك- فى موضوع الـ fund ونجحوا . فارجوك اوعى تتجاهله .. لان الخسارة في الموضوع ده بالذات مؤلمة و الحياة أقصر من انك تضيع وقت في تجارب مؤلمة زي دي

معلش المقدمة تقيلة بس كان لازم تتقال 🙂

 

فى مصر مفيش أكتر من الحلول المبتكرة لمشاكل المجتمع زى التعليم، البطالة، الصحة، إعادة التدوير، المرور و مشاكل تانية كتير ليها حل فى عقول شباب يقدروا يغيروا حياة الناس والمجتمع للأحسن لكن مشاريعهم بتقف أو يمكن مبتبدأش أصلا و بتبقى مجرد مشروع تخرج أو بحث اتعمل لتحصيل درجات وبعدين اترمى فى أدراج الجامعة، أو فكرة مطرقعة فى ساعة صفا حكاها صاحبها لأصحابه فى قعدة و اتحمسوا و بدأوا فى دراسة امكانية تحويلها لواقع و بعدين وقفوا، وعلى مستوى أكبر ممكن مشروع ضخم اتعمل عليه بروباجاندا كبيرة فى كل وسائل الإعلام و بعدين وقف لأن ميزانية الدولة لا تحتمل… كلهم بيقفوا عند عائق الفلوس، أو بمعنى أصح أن مفيش فلوس!

الفلوس هتحتاجها أكيد علشان تشتغل على فكرتك المطرقعة أو حتى كنت هتبدأ مشروع تقليدى اتهرست فكرته 300 مرة، فى الحالتين هتحتاج يبقى عندك شوية فلوس، بس فى حاجة محتاجين نتفق عليها هى أنك هتبدأ مشروعك على أى حال حتى لو ممعاكش ولا جنيه… ازاااى يا جدع ؟! هقولك  بس اصبر على رزقك.

الـ Entrepreneurship بحسب تعريف Howard H. Stevenson يعنى مطاردة الفرصة من غير التُقيد بالموارد المتاحة يعنى الطبيعى انك هتكون محتاج؛ مش بس محتاج فلوس، أنت لوحدك وعندك فكرة، محتاج فريق، و تجهيزات، و معدات، و دعاية، و حاجات كتير منها الفلوس. متتخضش لأن الطبيعى أن مش هيكون عندك كل ده و اكيد حاجة منهم هتبقى ناقصة.. و الـ blog post ده معمول مخصوص علشان يجاوبك على الأسئلة اللى بتدور فى بالك عن التمويل و ازاى تجيب فلوس تمول بيها الـ startup بتاعتك.

بس قبل ما أجاوبك على سؤال “أجيب فلوس منين ؟” هحتاج ان أنت نفسك يكون عندك إجابة لسؤال “عاوز فلوس ليه؟” : هعمل مشروع.. مشروع ايه ؟ وهتعمل فيه ايه ؟ منتج ؟ خدمة ؟ طيب هتنتجهم ازاى ؟  و مين اللى هيستعمله ؟ و هتوصل له ازاى ؟ و فين هيكون مكان مشروعك أصلا ؟ و بعد كده كام ؟ مش بس محتاج كام لأ قبلها هتنتج كام وحدة من الحاجة اللى أنت قلت هتنتجها ؟ و هتبيعها بكام ؟ وأخيرا هتحتاج كام علشان مشروعك ده ؟! ده تقريبا كان أول درس فى الكلية اللى مكملتهاش، تحديدا مادة Microeconomics كان The Four Basic Economic Questions بس زى ما شفتم مبقوش مجرد أربع أسئلة.. كتروا يمكن بسبب عدم تحديد النسل 🙂
كل دى حاجات المفروض تكون عارفها عن مشروعك قبل ما تبدأ تتكلم فى فلوس مع مستثمر، او حتى كنت أنت اللى هتدفع و أحسن طريقة لتنظيم اجابات الأسئلة دى و اللى هتبقى زى إطار عام لمشروعك أنك تعمل Business Model اللى ممكن تعرف عنه من هنا و لو حابب تتعلم ازاى تعمله لمشروعك ممكن تقرأ كتاب Business Model Generation ، وبعد ما تخلص البيزنس مودل و تحسب تكاليفك سواء كانت تكاليف للمكان أو الناس  اللى هتشتغل أو للحاجات اللى محتاج تشتريها علشان تبدأ و لنفترض انها طلعتلك رقم ب 5 أصفار أو أكتر أو حتى أقل، هتجيبه منين  ؟!

لو رحت لمستثمر بفكرتك و هى لسه مجرد فكرة هتسمع كلام بمعنى “الجرأة حلوة.. الجرأة حلوة مفيش كلام بس أنت لسه أخضر”

5 طرق عشان تقدر تمول مشروعك :

1- Bootstrap your startup:

يعنى تبدأ مشروعك من غير أى تمويل خارجى و علشان تقدر تعمل كده محتاج تركز فى البداية على الأنشطة اللى بتحقق دخل بسرعة بحيث تقدر تعتمد عليها فى تمويل باقى أنشطتك و لنفترض أنك Software House لسه بتبدأ ممكن تخلى جزء من الفريق يشتغل على تقديم خدمات بشكل مباشر لعملاء يدفعوا رقم ظريف ( كافي ) لتغطيه  تكاليفك الشهرية فى حين أن باقى الفريق شغال على تطوير منتجاتك الأساسية اللى بسببها عملت ال startup.

الـ bootstrapping ممكن يتم بأكتر من شكل زى :

  • Owner Financing :

    يعنى تدفع من جيبك و على قد لحافك مد رجليك.. مش محتاجة شرح دى.

  • Sweat Equity :

    وده المسمى الأجبنى للمشاركة بالمجهود يعنى بدل ما أنت لوحدك هتجيب مستثمر يدفع فلوس الفلوس هتروح فى مرتبات لفريق العمل حاول تجمع فريق العمل و تدفع لهم النسبة اللى كنت هتدفعها للمستثمر و فى الحالة دى لازم تختار الفريق اللى مينفعش تبدأ من غيره و يكون مغطى الحاجات الأساسية اللى مش هيقوم المشروع من غيرها و تتفق معاهم على نسبة بعد ما تقنعهم بأهمية المشروع  و حجم الـ opportunity و مستقبل المشروع و المستقبل اللى مستنيهم هم شخصيا لما يشتغلوا عليه.

  • Minimization of Accounts Payable :

    يعنى تقلل المصاريف على قد ما تقدر و تتجنب تماما ً اى مصاريف ملهاش لازمة و تدفع بس فى الحاجات اللى مينفعش تتعمل من غير فلوس و لما تقرر تدفع يبقى تجتهد و تجيب أقل سعر ممكن من غير ما تتنازل عن الجودة أو مواعيد التسليم و ده يخليك تبدأ بدايات صغيرة و على مراحل أصغر حتى مما أنت مخطط بس هتسهل عليك حاجات كتير بعدين.

  • Delaying Payment :

    ممكن برده تشترى و تدفع حين ميسرة أو زى ما بيقولوا “بالآجل” و ده هيخليك تاخد الحاجات اللى أنت محتاجها و متعرفش تشتغل من غيرها و تدفع لما يبدأ مشروعك يحققلك دخل و فى بعض المشاريع يكون الدخل ده ناتج عن بيع البضائع اللى أنت اشتريتها بالآجل يعنى عملت المشروع و بعت و اشتريت من غير فلوس أصلا.

  • Subsidy :

    – نحن (فى الحالة دى) startup تعيش على المعونات 😀 –
    ببساطة ممكن تبدأ من غير فلوس لو مشروعك له غرض تنموى فتجيب منحة أو إعانة مالية من مؤسسات المجتمع المدنى المهتمة بقطاع الأعمال او بمعنى أصح قطاع التنمية اللى بيشتغل فيه مشروعك و دى بتكون منح لا ترد و بيكون فى مراقبة على صرف الفلوس دى علشان الجهة المانحة تتطمن انك صرفت الفلوس بحسب الاتفاق اللى ما بينكم.

  • و ممكن عن طريق القروض الحسنة (interest-free loans) و ده ممكن تشوف حد من أصدقائك او قرايبك تقنعه يسلفك بس نصيحة متقولش له ان الفلوس دى هتروح فى مشروع و إلا مش هيديلك حاجة.
  • و أخيرا مسابقات ريادة الأعمال و تحديات الابتكار و مسابقات ريادة الأعمال المجتمعية اللى ممكن تشارك فيها بفكرتك و لو كسبت هتحصل على مكسب مالى و حتى لو مكسبتوش هتكسب علاقات مع عملاء محتملين ممكن تبيع لهم مقدما أو شركاء أو ناس تقدم لك تدريب و استشارات تساعدك فى البداية.

 

مع أن الإعتماد على التمويل الذاتى ممكن يخليك تاخد وقت أطول فى النمو الطبيعى بدون اى مساعدات خارجية إلا أنه فى رأيى أفضل لأنك لما تتأخر شوية أحسن ما تجيب تمويل و تخسره بسبب أنك مش مؤهل كفاية، و لأن الطريقة دى بتخليك محافظ على كل أسهم مشروعك لنفسك و لشركائك المؤسسين و ده مش بس مهم من الناحية المادية لأ كمان مهم علشان يبقى عندك حرية مطلقة فى اتخاذ القرارات فتعمل اللى أنت عاوز تعمله و متعملش اللى أنت مش عاوزه من غير ضغوط من المستثمرين ، و فى حاجة تانية مهمة هى أن غرض مرحلة الـ startup نفسه هو التعلم فأنت لو عندك موردين بس هم دماغك و وقتك هتستغلهم الإستغلال الأمثل و هتتعلم حاجات كتير علشان تقوم الشغل و ده مش هيحصل أو هيحصل بمعدل أقل بكتير لو عندك fund لأنك هتوزع اهدافك على مورد تقدر تستهلكه الى جانب الدماغ و الوقت.

الـ bootstrapping حلو بس لو معرفتش تعمله ؟!

2-المقايضة 😀 :

هنا يجى دور الشراكات التجارية اللى بتمكنك تشترى اللى أنت عاوزه من غير ما تدفع.. ببساطة أنت عاوز تصنع عدد معين من الوحدات من منتج ما و لسه بتبدأ على صغير و ممعاكش فلوس تجهز مصنع ده غير أن معندكش القدرة على تسويق منتجاته بكامل طاقته الإنتاجية فضلا عن إدارة الحجم الكبير ده من العمليات، فهنا يبقى الحل إنك تروح لمصنع موجود و مش شغال بكامل طاقته و تتفق معاه أنك هتشترى الخامات و تستغل الوقت و المعدات اللى هو على كل حال دافع فلوسها من غير أى إفادة و تصنع عنده و تتشاركوا فى الربح.

و بصورة أبسط شوية أنت نفس الـ Software House اللى اتكلمنا عنه فوق و الفريق بتاعك كله مبرمجين و مصممين و معندكش حد يعمل تسويق أو مبيعات و بدل ما تعين حد و تتفق معاه على مرتب او تعين حد و تدفعله equity ممكن تروح لشركة تسويق و تتفق معاهم على نسبة هتدفعهالهم من المبيعات اللى هم هيعملوها من الـ software بتاعك ، و الشكل الأخير للشراكات التجارية هو التبادل حاجة كده زى “علمنى عربى و أعلمك ألمانى موهامد” 😀

يعنى ممكن مثلاً IdeaCloud اللى هى الشركة الأم لـ School of e-Marketing و منبع اللى هى الشركة الأم ليا أنا شخصيا 🙂 يعملوا اتفاق تبادلى أن منبع هتعمل لـ ideacloud التصميم و البرمجة لموقع هم محتاجينه سواء لهم فى واحد من مشاريعهم  التسويقية أو التعليمية ،أو لعميل من عملائهم .. و فى المقابل ideacloud هيعملوا لمنبع حملة تسويقية لواحد من مشاريع منبع اللى بتعملها بغرض توفير بيئة عمل فعالة لمستخدم الإنترنت العربى معتمدة بشكل كامل على الحلول التقنية.

3- The 3Fs (Family, Friends, and Fools) :

لو مقدرتش تعمل تمويل ذاتى و مقدرتش برده تعمل شراكة تجارية ولا يهمك ؛ فى حالة أنك محتاج رقم صغير على قد زقة لمشروعك ممكن تقنع أهلك أو أصحابك أنهم يشاركوك و بيبقى الدافع اللى عندهم هو الثقة فيك أو أنهم شايفينك الشاب المطرقع اللى فى العيلة أو الشلة و هيكون لك مستقبل و عاوزين يشاركوك فيه ، و هنا بييجى دورك فى أنك تقنعهم بخطة واضحة و لو بدائية وتحطلهم نسبة معقولة وان شاء الله يقتنعوا بعد شوية مزاولة مضطر تتحملها خصوصا من أهلك.

4- الـ Crowdfunding :

و ده باختصار انك تحتاج فلوس لشركتك فتروح لواحدة من منصات التمويل الجماعى المشهورة و تطلب تمويل لمشروعك  بعد ما تقنع الجمهور بأهمية مشروعك المبتكر و ازاى هيساهم فى تغيير العالم أو هيخلى حياة الناس أسهل فيقتعوا و يدولك 5 دولار، أو 10 أو 100 بحسب الخطط اللى انت هتحددها و المقابل بيكون ب 3 أشكال :

  • Crowdfunding vs Loan:

    و هنا كأنك بتاخد قرض تقليدى لازم ترجعه بس الفرق بين طريقة الإقتراض دى و طريقة الاإتراض من البنك أن البنك بيبقى كيان بيدفعلك الرقم اللى أنت طالبه أما هنا بيبقى مجموعة ناس بيدفعوا اللى يقدروا عليه، لكن عامة بلاش الطريقة دى لسببين الأول هو أن ساعات بيبقى فى فوائد و الثانى أنك مضطر ترجع القرض حتى فى حالة الخسارة إلا فى حالة الـ forgivable loans و اللى بترجع الفلوس فى حالتين فقط أنت بتختار واحدة منهم الأولى أن المشروع يبدأ يحقق دخل و التانية ان المشروع يبدأ يحقق صافى ربح.

  • Pre Sales:

    لنفترض أن المنتج بتاعك ب 100 $ و تكلفته عليك 50 $ فأنت ممكن تعمل حملة تمويل جماعى و تقول أن اللى هيديلك 60 $ هتديله عينة من المنتج بتاعك بس بعد 3 شهور مثلا و فى الحالة دى اللى دفع لك الفلوس مستفيد أنه حصل على المنتج بأقل من سعره الحقيقى فى مقابل الانتظار، و أنت استفدت انك بعت المنتج لعدد مش قليل من الناس فحققت ربح و الأهم من كده انك أثبتت أن فى ناس محتاجة المنتج بتاعك فهنا تقدر تروح لمستثمر و اأت متطمن و تعرف تتفاوض معاه.

    طيب فى حالة أن واحد عاجبه الفكرة بتاعتك بس مش عاوز يشترى ؟! مثلا مش محتاج المنتج بس مقتنع بيه ؟! أو مش قادر يدفع ال 60 $ اللى أنت طالبهم فى مقابل المنتج ؟! هنا ممكن تديله هدية رمزية زى أنك تكتب اسمه فى صفحة شكر على موقعك أو أنك تعمل له T-Shirt أو أى حاجة تعوضه عن المبلغ اللى دفعه لك ولو كان دولار واحد بس.

  • و أخيرا فى الـ Investment Model :

    الـ Crowdfunding vs Equity يعنى انك ببساطة بتقدم مشروعك و خطة العمل بشكل كويس و الناس بتشترى أسهم بقيم أنت محددها كأنه اكتتاب عام فى البورصة بس بصورة مش رسمية.

5- الـ Angel Investors :

و دول أفراد عندهم شوية فلوس فايضة عن احتياجهم فقرروا يستثمروها، ممكن يكون جاركم أو والد صاحبك أو حد قريبك من بعيد أو صاحب والدك و فى منهم ناس محترفين الاستثمار بقى شغلتهم بعد ما جمعوا قرشين فانت محتاج تدور على التجمعات المحلية للناس دى و تعرض عليهم مشروعك و تتفاوض معاهم و ربنا يوفقك.

فى هنا شوية ملاحظات محتاج تكون واخد بالك منها كويس جدا قبل ما تفكر فى التمويل و هى :

  • مفيش فكرة تساوى مليون جنيه.. بس فى مشاريع تساوى مليارات، فكرتك قيمتها الحقيقية مش هتبدأ تزيد إلا لما تبدأ تشتغل عليها، ولو رحت لمستثمر بفكرة هيدفعلك ما يساوى مجهودك فى الفكرة و أكتر شوية (ده بفرض انه اقتنع بالاستثمار فى أفكارك) لكن لو رحتله و فكرتك دى حولتها لمنتج هيقدرك أكتر و هيدفعلك رقم أكبر على قد مجهودك فى انك تحول الفكرة لحاجة ملموسة، أما لو رحتله و المنتج ده فى ايد الناس و لو على سبيل التجربة يعنى مدفعوش أى حاجة هنا يبقى فرصتك معاه اكبر و الرقم اللى تقدر تتفاوض فيه أكبر، و أخيرا لو المنتج ده بيبيع و بيحقق ربح أو على الأقل دخل هنا تتفاوض و أنت متطمن لأن المستثمر دوره أنه هيساعدك تكبر البيزنس مش هيبنيه من الأول و ده يخلى لك الـ upper hand فى المفاوضات… و خليك فاكر الجملة العبقرية لـ Nolan Bushnell مؤسس شركة أتارى :
    “Everyone who’s ever taken a shower has an idea. It’s the person who gets out of the shower, dries off and does something about it who makes a difference.”
  • متطلبش من حد يمول مشروع أنت نفسك مصرفتش عليه من فلوسك، يعنى لو أنت مش واثق فى مشروعك ازاى تقدر تطلب من حد تانى يثق فيه ؟! لازم تكون صرفت من معاك على مشروعك حتى لو مش فلوس و كان كل اللى صرفته وقت بس، المهم حاجة تثبت بيها لنفسك قبل المستثمر أن عندك استعداد تضحى باى حاجة تملكها علشان خاطر مشروعك.
  • لما تروح للمستثمر اتكلم معاه بالأرقام مش كلام عايم وطموحات غير مدروسة علشان على الأقل يسمعك باهتمام، و بالمناسبة هو نفسه بيبقى عارف أن الارقام دى مش هتتحقق ممكن أقل ممكن أكتر لكن أنت محتاج حاجة تقول انك فاهم اأت هتعمل ايه مش طلعت فى دماغك فكرة و هتنفذها بأى شكل صح او غلط مش مهم طالما فى اللى يدفع و أنت مش خسران!
  • المستثمر لو حط فلوسه فى البنك هياخد عليها فائدة 10 % تقريبا – وبدون الدخول فى مشروعية فوائد البنوك – لأن بعض الناس مش هيكون فارق معاها لأكتر من سبب أهمها الأمان يعنى هو مع البنك مستحيل يخسر فلوسه لكن معاك فى احتمالية لخسارتها و الاحتمالية دى ساعات بتكون كبيرة فلازم يكون فى تعويض عن المخاطرة اللى هياخدها فى مشروعك بتحويشة العمر أو دهب المدام أو شقا الغربة بأنك تديله ربح عالى و الربح ده أكيد مش هتحدده له لكن هتحاول تتوقعه بدقة من خلال الـ business plan.
  • وعلشان تبقى أنت و المستثمر متطمنين و كل واحد ضامن حقوقه و متسيبهوش مجال لأى خلاف فى المستقبل محتاج توثق اتفاقاتكم حتى لو كان شريكك الممول ده والدك، العقود مفيش طريقة أحسن منها لاثبات حق الطرفين و علشان كده هتحتاج محامى شاطر يكون مش مستفيد منك أو من شريكك و يصيغ بنود اتفاقكم بشكل قانونى و لو هتسجل الشركة بشكل رسمى هتحتاج كمان محاسب قانونى.

6- Venture-capital Investors :

و أخر طرق التمويل هم الـ Venture-capital Investors ودول مستثمرين محترفين جدا بيستثمروا فلوسهم فى شركات أثبتت نجاحها فى السوق و عندها مبيعات و استقرار و جاهزين للتوسع بعد ما بقى عندهم proven business model و الاستثمار بتاعهم بيكون كبير مبتسمعش فيه رقم أقل من مليون و بالتالى الـ venture capital مش اختيار قدامك فى تمويل الـ startup بتاعتك فى بدايتها بس ان شاء الله تبدأ بأى طريقة من اللى فوق و ربنا يوفقك و توصل للـ venture capital و تاخد التمويل المحترم اللى يكبر شركتك ووقتها تكتبلنا قصة نجاحك علشان نتعلم منها.

دلوقتى فى سؤال مهم : أدفع للمستثمر نسبة كام ؟!  خلينا الأول نسأل سؤال أهم.. مين محتاج مين أكتر ؟ المستثمر و لا مؤسس المشروع ؟! الإجابة :على حسب المشروع نفسه.

لو هتعمل مصنع/ مطعم/ مدرسة/ محل/ .. المشروع مش هيتعمل من غير فلوس و بالتالى أنت لك حصة صغيرة جدا مقابل الإدارة و الميزة التنافسية اللى أنت بتقول انها عندك و هتميزك عن المنافسين بالإضافة لنسبة مساوية لحصتك من رأس المال و اللى ممكن تكون صفر لو أنت مش دافع حاجة أصلا (ده بفرض انك لقيت اللى يشارك فى حاجة كده أنت مش دافع فيها.. بس ليه لأ؟)

أما لو بتعمل software او magazine أو شركة media production أو consultancy agency أى حاجة معتمدة فى الأساس على الناس و هم رأس مالها الحقيقى و يقدروا يشتغلوا من غير فلوس أصلا صحيح شغلهم هيبقى أقل و مكسبهم هيبقى أقل بس هنا الفلوس اللى هتيجى من المستثمر هتكبر البيزنس بس مش هتخلقه من الأول … أعتقد دلوقتى بقى عندكم رد للسؤال بتاع مين محتاج مين اكتر.

نيجى بقى للنسبة .. فى البداية خلينا نتفق أنك عاوز تدفع أقل نسبة بأكبر رقم من الفلوس و فى نفس الوقت المستثمر عاوز ياخد أكبر نسبة بأقل رقم من الفلوس يدفعه .. c’est la vie 🙂

وبالتالى الموضوع معتمد بشكل كبير على مدى شطارة كل طرف فى التفاوض خصوصا لو بتعمل شركة جديدة فأنت محتاج تعمل توقع لدخل الشركة دى لـ 3 سنين  وتتفاوض على نسبة من الشركة اللى بتكسب الرقم اللى أنت حددته ده  مع الوضع فى الإعتبار توفير دافع مغرى للمستثمر انه يتحمل معاك المخاطرة و ميحطش الفلوس فى البنك و برده تحط فى اعتبارك الشركات اللى زيك لما بتتأسس بياخدوا تمويل مقابل نسب شكلها عامل ازاى وممكن تقيس على النسب اللى بتاخدها ال incubators مقابل المبالغ اللى بيدفعوها بس خد بالك أن المستثمر هيدفع فلوس زيادة مقابل أنه مش هيوفرلك المزايا اللى بتوفرها الـ incubator زى التدريب و العلاقات و هيوصلك لعملاء كبار يعنى كل اللى هيعمله هيديلك فلوس و بس أو يدفع نفس الرقم اللى بتدفعه الـ incubator فى مقابل نسبة أقل و هكذا.

أخر حاجة فى موضوع النسبة سيبك من العرف بتاع 50 : 50 أو 60 : 40 لأن ممكن المستثمر يبقى له 15 % مع انه دافع مليون جنيه فى شركة فى حين أن نفس الرقم ده فى شركة تانية هيجيبله 80 % بس  مربط الفرس مش فى النسبة نفسها قد ما هى نسبة من أيه ؟! 15 % من شركة هتكسب 50 مليون جنيه فى 3 سنين ولا 80 % من شركة هتكسب بس 5 مليون جنيه ؟! تحديد النسبة أولا و أخيرا معتمد على طبيعة الشركة و مكسبها المتوقع و مؤسسها بيمتلك أيه من مقوماتها و مدى احتياجه للتمويل و قدرته على الشغل من غيره و فين نقطة قوته اللى تخلى المستثمر يحط معاه الفلوس دى ميعملش المشروع بنفسه و يجيب حد بنفس مؤهلات صاحب الشركة و ساعات أحسن يبقى مدير للشركة دى بمرتب محترم و يبقى  المستثمر المالك الوحيد للشركة.

……………………………………………………………………….

كل اللى فات ده الكلام عن التمويل من أفراد.. فى تمويل تانى تقدر تجيبه من شركات و لو ركزت فى الكلام اللى فوق هتلاقينى قلتك كلمة Incubator أو Accelerator و دول الفرق بينهم بيكون فى المدة و طبيعة الخدمات اللى بيقدموها للـ startups و التدخل فى الإدارة و مقدار التمويل المدفوع و النسبة اللى بيحصلوا عليها فى المقابل لكن عامة الاتنين بيقدموا لك خدمات زى التدريب و الإرشاد و متابعة أفكارك و خططك و تنفيذها و بيساعدوك فى حاجات كتير خاصة بالشغل و بيوفروا لك بعلاقاتهم معلومات أنت صعب جدا توصل لها لوحدك و بيوصلوك بناس أنت محتاجهم وصعب توصلهم لوحدك ساعات بيبقوا عملاء كبار أو شراكة مع شركات كبيرة هتزقك زقة محترمة جدا فى الأول .. لو أنت مهتم بالحاجات دى دور على الـ incubators و ال accelerators فى بلدك و المهتمين بمجال شغلك و روح قدم فى واحدة من جولاتهم اللى بيختاروا فيها عدد محدود من وسط مئات الـ startups  بيقدموا لهم لكن نصيحة متروحش لهم فى حالة انك عندك خبرة و علاقات و معاك فريق عمل قوى وتقدروا تصبروا على البيزنس بتاعكم شوية لحد ما يقف على رجله و ده لأنهم بياخدوا نسب كبيرة فى مقابل مبالغ صغيرة جدا و بعضهم بيشترط الحفاظ عليها بمعنى انها متقلش مع زيادة الاستثمار و أى مستثمر جديد نسبته هتتخصم من نسبتك لوحدك.

لو لاحظت أنى حطيت لك حاجات تاخد بالك منها تضمن بيها للمستثمر حقه و أنت كمان تبقى ضامن حقك لما الاستثمار يكون من أفراد و قبل ما ابدأ اتكلم عن شركات الاستثمار فده لسبب واحد هو أن الشركات دى بتعرف إزاى تضمن حقوقها كويس و مش هتدخل معاك فى شراكة إلا بشروطها بس الرقم اللى بيعرضوه بيبقى كويس جدا و بتبقى باكدج take it or leave it.

ولو لاحظت برده انى مجبتش سيرة البنوك كطريقة من طرق التمويل فأنا فضلت أقولك السبب فى الاخر.. الحقيقة فى سببين:
*أولهم: أنك لسه بتبدأ حياتك العملية فخليك فى الحلال أضمن و بلاش تبدأ بقرض بفائدة حتى لو فوائد البنك أرخص لك من النسبة اللى هتدفعها لمستثمر أصل الرزق مش بالرقم..
*السبب التانى: هو أن البنك مش هيشاركك المخاطرة فأنت لو كسبت أو خسرت هتدفع القرض و الفائدة و ده تعجيز لك و ممكن يخسرك سنين من عمرك أما المستثمر فزى ما هيشاركك الربح هيشاركك الخسارة و ده مش معناه خالص انك تستسهل طالما مش فلوسك… محدش محتاج يفكرك أنك قبل ما تدخل خطوة الاستثمار دى لازم تكون عارف تبعاتها و انها مسئولية فى الحفاظ على فلوس غيرك اللى دفعهالك لمجرد ثقته فى شخصك أو ثقته فى فكرك و بعضهم زى ما حصل معايا قالها ى بالنص: “أنا لو مش هكسب حاجة يهمنى أنى أساعد غيرى يحقق حلمه و الـ business plan طلبتها منك علشان أراجعهالك أنت مش ليا” ، لما تشوف أنت الرقى ده فى التعامل من مستثمر ميعرفكش أصلا محتاج تكون حاسبها صح قبل ما تخاطر بفلوس غيرك و حاول تتلمس فى نفسك الامانة اللى تخليك قد ثقة الناس فيك و على الناحية التانية تكون واثق من المشروع و واثق أنك هتحارب علشانه و هتضحى لدرجة انك تخاطر فيه بفلوسك الشخصية حتى لو هم كل اللى معاك و حتى لو خسرت مش هتكون دى النهاية، هتحاول تانى و تالت و عاشر و تدرس أسباب الخسارة و تعالجها لحد ما تقف على رجليك و تكسب أنت و شركاءك.

هل ده معناه انك متروحش للبنك أو أنه البنك ملوش لازمة ؟! لأ طبعا أنت لازم تروح للبنك و  كمان تختار أخر بنك ممكن يمولك، بنك احتمال انه يمولك 0 % و تروحله تعرض عليه المشروع و تمشى فى الـ process العقيمة بتاعتهم و ادعى ربنا أن اللى يناقش مشروعك حد زى مدير المشاريع اللى قال لعامر شريكى (بكل ثقة) عن مشاريع الـ IT “أنها كانت موضة و خلصت و لو فكرت تفتح صيدلية (بما أن عامر أصلا صيدلى) ابقى تعالى و هديلك قرض =D ” روح للراجل ده و خليه يناقشك فى مشروعك و اعمل عبيط و سيبه يتكلم واسمع له باهتمام أسباب رفض البنك (الرفض اللى أنت أصلا متوقعه) لتمويل مشروعك لانه هيطلع لك كل العيوب المنطقية و اللا منطقية فى مشروعك و اللى هتتسأل فيها اكيد لما تتكلم مع مستثمر أيا كان مستوى المستثمر اللى اخترت تتكلم معاه فلما يسألك فى حاجة تبقى عارف و متوقع و محضر له إجابة، هتلاقى فى كلامه مشاكل حقيقية سواء فى مشروعك نفسه او فى طريقة عرضه اشتغل عليها و صلحها، و هتلاقى كلام ملوش لازمة بس احتمال تسمعه من نوعية معينة من المستثمرين (خصوصا قرايبك) فهتبقى عامل حسابك.. و بعد ما ربنا يكرمك بتمويل مشروعك ممكن تبقى تروح تعمل الحساب اللى هتسجل بيه الشركة فى البنك ده علشان متبقاش ضيعت وقتهم ببلاش.. هم برده أفادوك.

ودلوقتى  بعد ما ربنا كرمك و جبت تمويل مشروعك بأى طريقة من اللى فوق فى حاجة محتاج تفضل تفكر نفسك بيها كل شوية، و هى أن التمويل مش كل حاجة ومش معنى أنك جبت فلوس يبقى أنت كده نجحت، التمويل خطوة هتسهل عليك باقى الخطوات الجاية، و ممكن تصعبها لو استسهلت و بقيت تصرف من غير حساب، المستثمر فى النهاية مستنى منك نتيجة، أرباح ترجعله، قيمة إرتفاع قيمة أسهمه، محتاج يحس أنه فعلا أحسن الاختيار لما استثمر فى حلمك.

قبل ما نختم المقال ده محتاج أقولك حاجة صغيرة : المستثمر فى الغالب مش بيستثمر فى شركة لو مشروع قد ما بيستثمر فيك أنت شخصيا، فحاول قبل ما تطلب من غيرك الاستثمار فيك و فى أفكارك أنك تستثمر فى نفسك و تتعلم لأن التعليم هو أكبر مكسب هيعود عليك فى حياتك و شغلك و يمكن ده السبب اللى خلانى مكتبش list بالناس اللى ممكن تمولك بس حطيتلك أنواعهم علشان تتعلم أهم مهارة و هى البحث اللى من خلاله هتوصل لأى حاجة أو حد أنت عاوزه، و لو وقفت معاك حاجة بعد البحث هكون سعيد لو تواصلت معايا و إن شاء الله أقدر أساعدك.

فى المقال اللى جاى هنتكلم بالتفصيل عن النموذج المفضل ليا شخصيا فى تمويل الشركات الـ crowdfunding و ازاى أنا طبقته فى منبع فى تمويل واحد من مشاريعنا و هيبقى فى case studies تانية عن شركات جوا و برا المنطقة العربية و ازاى تخلى الـ fund يجيلك لحد عندك من حيث لا تدرى مش أنت اللى تجرى وراه.

ولو عندك أى سؤال ممكن تكتبه  في Post  على الـfacebook  بالـHashtag  ده  #الشركة_لو_عطشانة  وانا هرد عليك في اقرب وقت 

Ahmed Ragab

أبريل 19, 2015

15 responses on "خُلاصة القول فى الـ fund و سنينه"

  1. شكرا علي المقال و ما يحمله من وعي و فهم حقيقي للمشاكل التي تواجه المبتدئين في مجال الاعمال

    و موفقين دائما.
    شكرا

  2. مقال أكثر من رائع خلاصة الخلاصة يعنى بصراحة شكراً جداً على المقال

  3. Thank gdn estafadt gdnn we nawartely 7gat kteeer ghyba 3ny fe mo7awalat el tanfeez

  4. رائع يارجب
    المقال والمعلومات اللي فيه رائعة ومفيدة لابعد حد

  5. شكرا على المقال الجميل اللى مبذول فيه مجهود,ربنا يجزيك عننا كل خير 🙂

  6. كلام مفيد جدا
    استمر يا كبيير 🙂

  7. جزاكم الله خيرا..انا بأستفيد جدا من كتاباتك..استمر

  8. من احسن الملخصات فى موضوع التمويل اللى قريتها لغاية دلوقتى ، عاش ، جزاك الله خير

اترك رداً على Anas إلغاء الرد